الادله الماديه على وجود الله(الجزء الثاني)

من طرف **شهد ايمن** الثلاثاء يوليو 15, 2008 2:46 am

التحدي ..

هل جاء أحد المخترعين وقال لنا أنه أوجد شيئا من عدم ؟ أو أنه خلق ذكرا أو أنثى من أي شيء موجود في هذا الكون ؟ وما أكثر الموجودات في كون الله .. لا أبداً , لم ولن يأتي وهنا تأتي الحقيقه القرآنيه تتحدى قوله تعالى ::
" ياأَيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له , إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له, وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه , ضعف الطالب والمطلوب "

( الآية 73 من سوره الحج )

هذا هو التحدي الالهي الذي سيبقى قائما حتي يوم القيامة .. فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة .
ولقد وصل الانسان إلي القمر , وقد يصل الي المريخ , وقد يتجاوز ذلك .. ولكنه سيظل عاجزا عن خلق ذبابة .. وهذا من اعجاز الله .. لأنه وحده الذي خلق كل شيء والعلم كاشف لقدرات الله في الارض , ولكنه ليس موجدا لشيء ولذلك يقول القرآن الكريم::
"ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه "

( الآية 102 من سوره الانعام )

بهذا نكون قد اثبتنا بالدليل العقلي أن الله خالق كل شيء في الدنيا .. فإذا كان الله قد خلق من هم من دون الانسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالانسان بما له من ادراكات وعقل وفكر وتمييز ..
ولذلك يقول سبحانه وتعلي ::
" أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون "

(الآية 35 من سوره الطور)

طلاقة القدرة والقوانين الكونية

يأتي الفلاسفة ليقولوا :: إن الثبات وحده لا يعطي القدرة الكاملة للحق سبحانه وتعالى .. وذلك أن الإله بقدرته لابد أن يستطيع أن يخرج عن ميكانيكيته .. فذلك هو دوام القدرة أو طلاقة القدرة .. أما بقاء الثابت علي ثباته .. فإن ذلك يعطي الدليل على دقة القدرة وإبداع الخالق ... ولكنه لا يعطي الدليل علي طلاقة القدرة .
نقول إن الله قد أعطى في كونه الدليل على طلاقه القدرة .. ولكنه لم يعطه في القوانين الكونية .. لأنه لو أعطاه في القوانين الكونية فأشرقت الشمس يوما وغابت أياما .. ودارت الأرض ساعات وتوقفت ساعات .. وتغير مسار النجوم لفسد الكون .. إذن فمن كمال الخلق أن تكون القوانين الكونية بالنسبة للنظام الأساسي للكون ثابتة لا تتغير , وإلا ضاع النظام , وضاع معه الكون كله .. فلا يقول أحد إن ثبات النظام الكوني يحمل معه الدليل على عدم طلاقة القدرة .. بل هو يحمل الدليل على طلاقة القدرة التي تبقي هذا النظام ليصلح الكون .
والله سبحانه وتعالى لا يريد كونا فاسدا في نظامه .. ولكنه يريد كونا يتناسب مع عظمه الخالق وقدرته وابداعه فيبقي بطلاقة الثبات في قوانين هذا الكون .. ويظهر بطلاقه قدرته انه قادر على ان يغير , ويخرق النواميس بما لا يفسد الحياه في الكون .. ولكن بما يلفت خلقه الي طلاقه قدراته .

مظاهر طلاقة القدرة في الإنسان

ولنتحدث قليلا عن طلاقة قدرة الله في كونه .. أول مظاهر طلاقة القدرة هي المعجزات التي أيد الله بها رسله وأنبيائه .. ولكننا لن نتحدث عنها هنا ..فنحن مع العقل وحده .. لنؤكد بالدليل العقلي أن كل مافي الكون يؤكد أنه لا اله إلا الله .. وأنه هو الخالق والموجد .. نأتي إلى الاشياء التي تنطق بطلاقة القدرة وهي في كل شيء واذا جاز لنا أن نبدأ بالانسان فاننا نبدأ بميلاد الإنسان أولا .. الإنسان ككل شيء في هذا الكون يوجد من ذكر وأنثى .. فاذا اجتمع الذكر والأنثى جاء الولد .. هذا هو قانون الأسباب .. فيأتي الله سبحانه وتعالى ويلتقي الذكر والأنثى ولا يأتي الولد .. مصدقا لقوله سبحانه ::
" لله ملك السوات والارض يخلق ما يشاء , يهب لمن يشاء إناثا , ويهب لمن يشاء الذكور , أو يزوجهم ذكرانا و إناثا , ويجعل من يشاء عقيما , إنه عليم قدير "

( الآيات 49 و 50 من سورة الشورى )

يــــــــــــــــتـــــــــــــبــــــــــــــع
=======>>>>>>

( منقول عن كتاب الادله الماديه علي وجود الله لفضيله الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله )